حزب الاستقلال، كان يعرف في البداية، بكتلة العمل الوطني، وانتخبت لجنتها آنذاك، علال الفاسي رئيسا لها، وذلك سنة 1937.
وفي يوم 18 مارس 1937 ، أصدرت الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب، قرار بحل الكتلة، وأقفلت مكاتبها بالقوة، وتعذر الحصول على ترخيص، لتأسيس حزب جديد ، فنظم مؤتمر يمثل معظم فروع الكتلة بمدينة الرباط، في ابريل 1937 ، تمخض عنه تأسيس الحزب الوطني، أما الولادة الفعلية، لحزب الاستقلال، فكانت يوم 11 يناير 1944 ، حين تم تقديم، ما عرف في تاريخ المغرب، بوثيقة المطالبة بالاستقلال.
رغم حمولته التاريخية، عاش حزب الاستقلال، عدة مشاكل، خاصة في عهد أمينه العام السابق، حميد شباط، بعد الزوبعة، التي أثارها قرار المجلس الوطني لحزب الميزان، والقاضي بالانسحاب من تشكيلة حكومة بنكيران، الذي شارك ضمنها، ما يقارب السنة والنصف، إذ اختار الاستقلال، الانتقال من الأغلبية الى المعارضة، بعدها تم إخراجه من معادلة الحكومة، حيث كان توافق بينه وبين حزب العدالة والتنمية، الفائز في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 ، على الالتحاق بالفريق الحكومي، فتعطل، بسبب رفض حزب التجمع الوطني للأحرار، أن ينضم للحكومة، يتضمن تحالفها، حزب الاستقلال، هذا الاقصاء ، انضافت إليه، زلة لسان شباط، في اتجاه الجارة موريتانيا، التي وصفها بالتابعة تاريخيا للمغرب، هذه الخرجة الغير المحسوبة، جرت عليه العديد من الانتقادات، وقبلها تشكيكه في وفاة قياديين سياسيين نخص منهم النائب البرلماني السابق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إحمد الزايدي و وزير الدولة السابق عبد الله باها في حكومة بنكيران هذه التصريحات، عرفت ردود أفعال غاضبة، في الجارة الجنوبية للمغرب، دفعت الملك محمد السادس، إلى إرسال عبد الاله بنكيران، إلى نواكشوط، من أجل التذكير، بسياسة حسن الجوار، بين البلدين ولتهدئة الخواطر.
خرجات الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط فتحت أبواب صراع داخلي، حول الزعمات، داخل حزب الميزان، فقد أصدر حينها، 38 قياديا من الحزب، من بينهم، الأمينان العامان السابقان، محمد بوستة وعباس الفاسي، بيانا انتقد تصريحات شباط، ووصفه بأنه غير مؤهل، لقيادة الحزب، بينما خرج المستشار الملكي، الطيب الفاسي الفهري، بشكل غير مألوف، لدى المستشارين الملكيين، المعهود فيهم، التكتم، على القناة الأولى المغربية، لانتقاد شباط وتصريحاته، حول موريتانيا، تصريحات الفهري، رأى فيها البعض، ردا على شباط.
من دون أدنى ريب، أن حزب الاستقلال، عاش سنة 2017 ، أحلك أيامه السياسية التنظيمية والتدبيرية، حيث تم استهداف بطريقة مباشرة، الأمين العام السابق، حميد شباط، فالإطاحة به، ليس بسبب تقاربه مع بنكيران، ودفاعه القوي عنه، بل بسبب مواقفه السالفة، بيد أن الجديد القديم، ليس هو الإطاحة بشباط، وتولية نزار بركة على رأس الحزب، أي رجوع الاستقلال للحضن الفاسي، بل هو صعود وميلاد نجم، حمدي ولد الرشيد، الذي كان أبرز نجوم، المؤتمر الوطني الأخير، والانزال الكبير، للمناطق الصحراوية، ما يفسر أن حزب الاستقلال، قد انتقل من القلعة الفاسية، إلى القلعة الصحراوية، فلا صوت يعلو على صوت الجنوب، و إذا كان نزار بركة، الأمين العام الحالي للحزب ، فولد الرشيد، هو صانع ومهندس، الأمناء العامين، لحزب الاستقلال، بدون منازع، بداية من شباط، وصولا الى بركة.