عرف العالم منذ أواخر دجنبر من سنة 2019 وبداية السنة 2020، وباء خطيرا عبارة عن فيروس سمي بالكورونا، أهلك هذا الفيروس عددا كبيرا من الناس عبر العالم ومن بينهم مواطنين مغاربة هنا بالمغرب وآخرون بالمهجر.
في هذه الظرفية المغاربة بمختلف جنسهم وسنهم مطالبون بإعادة ملحمة المسيرة الخضراء، من خلال إظهار “تمغربيت” المتجلية في التضامن والتكافل والمساعدة، مع العلم أن الدولة من واجبها حماية مواطنها، كما أنه من واجب المواطن الاستجابة لتوصيات المرحلة وليس تكسيرها.
هذا مع الإشارة أن الحكومة أعلنت رسميا أن الدولة ستوفر كل ما يلزم المواطنين من مواد غذائية وأدوية وغير ذلك، وعلينا في هذه الحالة أن نكون في مستوى الوعي والمسؤولية، فالشارع غير ممنوع علينا، لكن الحماية هي المطلوبة منا، لكن للأسف بدل أن نرى في مثل هذه المواقف التي دعت إليها الدولة التآزر والتضامن وتقوية المناعة المعرفية والنفسية والتوعوية، نرى الاحتكار واستغلال الفرص، ورفع أثمنة السلع، والعصيان أحيانا.
أصبح الجميع في ظل الحجر الصحي، مسؤولا عن حماية نفسه بشكل أساسي، النظافة اليومية، ثم التعقيم وارتداء الكمامة وكذلك التباعد الجسدي، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأماكن المكتظة إلا لضرورة القصوى، وتناول أغذية مقوية للمناعة.
وعموما فتطبيق “وقايتنا” كواجب وطني قد يحمي المواطنين، لكن لم تكن هناك برامج تستهدف شرحه بالتفصيل لإقناع الجميع بضرورة تحميله وتثبيته في الهاتف، فالمغاربة أثبتوا في هذا الوضع الصعب سهولة تكيفهم مع عدة إجراءات، وإذ يجب برمجة مادة دراسية في المدارس تواكب الأزمات، وطرق التعامل معها.
تعتبر العطلة الصيفية فترة مهمة من حياة الكثيرين، فهي فرصة لأخذ استراحة من ضغوطات العمل وكذلك الدراسة، تكون مجزئة بين تضييع الوقت في اللهو تكون غير ملزم بأي ضغط، وجزء آخر يغتنمها في اللهو والتعلم معا.
ولها أهمية عند كل شرائح المجتمع فهي بحق فترة نهاية سنة وبداية أخرى، فيها الإجازة الصيفية، أو مزاولة حرفة لبيع منتجات تتناسب مع هذه الفترة من السنة، يأتي الصيف الذي يصادف كل سنة 21 من يونيو، بخصوصية خاصة “صيف الكورونا“، فغالبا سيقضي المغاربة عطلة الصيف في المنزل، ستغيب المغامرة والمتعة، ولقاء من نحب ونحن الذين كنا ننتظر الصيف بفارغ الصبر، وغالبية المواطنين لا يملكون المال لسفر وتغيير أجواء الحياة اليومية المعيشية، بل حتى لقضاء يوم مميز في البحر بسبب تداعيات الفيروس، فالبعض فقد عمله وحرفته على امتداد ثلاث أشهر ( التعليم عن بعد وتكلفته، وعيد الفطر ونحن على مشارف عيد الأضحى ومستلزماته، ودخول مدرسي خاص سيكون حارا حرارة الصيف).
لعشاق البحر والسباحة والباحثين عن (البرونزاج) ثم المغامرين في الصحراء والجبال، والذين ألفوا حضور الحفلات والسهرات لتجاوز روتين العمل والدراسة وحتى البطالة، سيكون الأمر صعبا في صيف 2020، نخشى تسرب الملل والروتين في ظل الحجر الصحي وحالة الطوارئ الخاصة، مما قد يسبب الكآبة والعصبية وتدهور النفسية.
إن الوضع الاقتصادي اليوم متأزم في ظل هذا الوباء وحتى بعد مروره، بسبب اقفال المطارات والتصدير والسياحة وغيرها، ويتطلب التعامل معها باستراتيجية لتخفيض نسب الفقر، ثم تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بين المدن والأرياف، ومحاربة الهشاشة والاقتصاد المهيكل وتشجيع الشباب المخترع والمبدع وصاحب المشاريع المواطنة، وتقديم تسهيلات لاستثمار في الأرياف ودعم التعاونيات، لخلق فرص الشغل لشباب هذا الوطن الحبيب.
ولن يتحقق كل هذا إلا بمخطط استراتيجي طموح على المدى العشرين سنة القادمة، ومن خلال تخصيص ميزانية تواكب هذا النموذج التنموي المواطن، إن المسار الآتي يحتاج مهندسا مخططا وساهرا على تدبيره وتقييمه بعقلية المواطنة لما يخدم الوطن.
تفرض المرحلة القادمة استخلاص الدروس، واستغلالها قبل تفاقم التحديات والمشاكل، وتحقيق قفزة ملموسة تظهر وتعطي ثمارها على المدى القريب والمتوسط، وتحيي النفوس على العمل والابتكار وتطلع واستشراف مستقبل زاهر للجميع.