اعلان
اعلان
ثقافة وفن

كوكاس يشرح بمبضع التحليل مصائر اليقينيات “في حضرة الإمبراطور كوفيد 19”

اعلان
اعلان

في كتابه الجديدفي حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشريضع الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس العديد من اليقينيات والتمثلات والقيم التي أسندنا عليها ثقتنا على شفرة السؤال الذي لا ينام على قناعات كسولة، لقد كان وحش فيروس كورونا كاسرا لم يصب أبداننا بعلة قاصمة فقط، بل زلزل الكثير مما كنا نؤمن به في زمن الوفرة والاستهلاك وارمه بعد الاستعمال، فجأة أيقظنا فيروس مخاتل غير مرئي على أسئلة عميقة ظللنا نؤجل الخوض فيها بنوع من الغرور والكبرياء الطاووسي حتى حل هذا الوباء الذي شل الاقتصاد وأدى إلى إغلاق شمال للبشرية وأثر على عاداتنا وتقاليدنا وعلاقاتنا، بالسخرية مرة وبالتحليل العميق مرة أخرى وبالترجمة الرصينة يفاجئنا الكاتب بتناول مختلف لقضايا عديدة لم نلتفت إليه في زخم الرعب الذي أدخلنا فيه فيروس كورونا.

مهما تكن صلبا وصمودا فإن أسلوبا فاتنا أخاذا كهذا الذي يكتب به ومن خلاله الصديق عبد العزيز كوكاس، سيعصف بك وسيقذفك إلى عوالمه الطربة والضاربة في أعماق الخيال، تطرب للحزن وتحزن للطرب، تأخذك المفارقات الدلالية واللفظية الجميلة التي يتسقّطها عزيز ببراعة صائد الدلالات المحترف، بهذا التوصيف الإبداعي الأنيق يفتح المفكر محمد سبيلا شهيتنا لتقبل الكتاب الجديد للإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس، الموسوم بفي حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشرالصادر حديثا عن منشورات النورس والذي يقع في 163 صفحة من الحجم المتوسط.

اعلان

يسافر بنا الكاتب كوكاس في أرخبيل ما جره الفيروس الإمبراطوري على البشرية، ساخرا، محللا ومترجما، بلغة تكون أنيقة تحزن المفرح وتفرح الحزين، كما في مقالاته الساخرة في مفتتح الكتاب في بابسخرية مستنبتة من زمن الحزن الرمادي، حيث يُنبت خيال المبدع للكلمات أجنحة تقودنا نحو السخرية مما ألم بنا لنمتلك قدرة على المقاومة وتشرع أمامنا بابا للأمل، ذات اللغة تصبح صارمة دقيقة في الترجمة التي قام بها الكاتب لمجموعة من المقالات أغلبها صادر في مجلةفورين بوليسيالأمريكية المعروفة بقوة كتابها وقيمة خبرائها عبر العالم.. كما في بابكورونا برؤية الآخر في الضفة الأخرى، وفي بابمحاولة للفهم كي لا نموت بلداءيعيد كوكاس للغة ماءها ورونقها الإبداعي دون التخلي عن جدية ووضوح المعنى في بسط القضايا المنفلتة التي فرضها فيروس كوفيد 19، كما في مقالات: “هكذا أصبحت الكمامات رمزا مكثفا لعصرنا يخفي طبقات من الرموز والأساطيروكيف حول فيروس كورونا الإنسان المعولم إلى فارس بلا حدودوفيروس كورونا يعيد السحر إلى قلب العالم، ولعل هذا ما قصده الأستاذ محمد سبيلا في تعليقه على كتابفي حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشرحين قال: “تأخذك المفارقات الدلالية واللفظية الجميلة التي يتسقّطها عزيز ببراعة صائد الدلالات المحترف، وعندما يتمكن منك الأسلوب وتتراخى مقاوماتك.. تجد نفسك وأنت تستلذ هذه الأطياف وتستطيبها وكأن هواء خلابا يداعبك مثل نسمات فكرية عذبة، تهب عليك من كل فج فتسلم عقلك وذائقتك الأدبية لتستمرئ هذه الألاعيب الدلالية المتموجة والتي تدرجك إحداها في أنشوطة الأخرى طالبا المزيد من هذه الغوايات المتراقصة حولك، فكلما أذعن ذهنك استمرأ الغوص في ثنايا هذا الهواء الخلاب المنسوج من رغباتنا وأحلامنا وأمانينا ومآسينا“.

ما يميز هذا الكتاب أيضا هو رغم القيمة والفائدة والعمق الذي يقدم به عبد العزيز كوكاس تحليلاته الرصينة والعميقة فكرا ولغة، فإنه يتسم بالكثير من التواضع، يقول في تقديمه لكتابه: “ما خططته هنا هو محاولة لملامسة قضايا شائكة ومتشعبة، ما يشبه المسودة الأولى للتفكير العميق الذي أستحي أن أزاحم فيه ذوي الاختصاص من علماء ومؤرخين وسوسيولوجيين وأنثرولوجيين وفلاسفة وغيرهم.. هذه الكتابات التي جاءت من وحي فيروس كورونا، حاولت أن تمسك بالجوهري في سياق الحدث المعولم وإسقاطاته الرمزية والثقافية والسياسية والمجتمعية، في محاولة لوضع اليد على التغيرات التي من غير المستبعد أن يفرضها الفيروس التاجي على قيمنا الكونية.. لست مؤرخا ولا عالم أوبئة، ولست باحثا في السوسيولوجيا أو مختصا في دراسة التحولات البنيوية للمجتمعات البشرية السائرة نحو إعادة بناء إستراتيجية جديدة لأفقهاوإنما ككاتب ومحلل صحفي كنت معنيا بالتأمل ومحاولة ملامسة مركز التحولات التي من المحتمل أن يفرضها الفيروس التاجي على القيم والسلوكات والبنيات والعلاقات والأفكار“.

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى