عمر حجيرة..18 دجنبر 1975سيظل نقطة سوداء في الذاكرة الجماعية للمغاربة والجزائريين والإنسانية جمعاء
في مثل هذا اليوم 18 دجنبر 1975 عمدت السلطات الجزائرية الى طرد آلاف المغاربة والمغربيات على مراحل امتدت لأسابيع والمسلمون يحتفلون حينها بعيد الأضحى المبارك.
جيل السبعينات يتذكرون جيدا هذا الحدث حيث تم ترحيل آلاف الاسر ، اتذكر جيدا وانا طفل صغير مشاهد مؤلمة حيث كنت الى جانب والدي رحمه الله وعدد كبير من سكان مدينة وجدة في انتظار اخواننا على الحدود ،افواج من أطفال، نساء ورجال تم اقتيادهم من منازلهم بدون ان يترك لهم الوقت حتى لارتداء ملابسهم ، كبار السن نساء حوامل مرضى …تم كل ذلك في أجواء برد جد قارس وظروف صعبة بوسائل نقل تتنافى مع أبسط شروط حقوق الانسان وتضرب في الصميم حرمة الجوار والدين والاخلاق والقيم الانسانية وكل الروابط الاخوية و قيم الجوار والمصاهرة التي تجمع الشعبين المغربي و الجزائري.
ونحن نتذكر هاته الفترة السوداء في التاريخ المشترك لابد ان نوجه تحية إكبار وإجلال الى رجال ونساء وجدة الذين وقفوا انذاك وقفة بطولية على خط الحدود المغربية الجزائرية “زوج بغال” لتقديم الدعم النفسي و المساعدات الغذائية يوميا ليل نهار الى اخواتهم واخوانهم المرحلين.
مند 1975 والمغاربة المطرودون من الجزائر ينتظرون انصافهم ورد الاعتبار من طرف الدولة الجزائرية وذلك بتقديم اعتذار رسمي باسم الدولة الجزائرية المتسببة في معاناتهم الإنسانية المستمرة الى كل هؤلاء المواطنين المغاربة العزل الذين تم ترحيلهم في ظروف غير إنسانية.
بعد 45 سنة من هذا الحادث المأساوي وجب التذكير مجددا بضرورة التدخل لدى الجهات الجزائرية الرسمية لإسترجاع ممتلكات وأموال المغاربة المرحلين قسرا والتي تركوها هناك وانتزعت منهم ضدا على ارادتهم..
التاريخ لا يرحم و الحقوق لا بد أن تعود لأصحابها طال الزمان او قصر.
هي كذلك مناسبة للتأكيد مرة أخرى على اننا شعب واحد بتاريخ و كفاح ومصير مشتركين والتذكير مرة اخرى بسياسة اليد الممدودة إلى اصهارنا وجيراننا واخواننا والتي بادر بالتعبير عنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في عدة مناسبات .