اعلان
اعلان
مقالات الرأي

حوار حصري مع مولاي عبد الرحمان الدريسي، رئيس جماعة ورزازات، والمستشار البرلماني عن حزب الحركة الشعبية (الجزء الثالث والأخير)

اعلان

 

وأنت تحاور المستشار البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، مولاي عبد الرحمان الدريسي، تحس بتواضعه وبساطته، هو متعدد في واحد، شاب طموح، فاعل جمعوي، مستثمر ناجح، وسياسي متمرس، خلال الطريق إليه، كنت قد وضعت اسئلتي على ورقة، لأطرحها على ضيفي كما تعودت في كل مرة، لكنه حين بدأ الإجابة، تفاجأت وأحسست بأني أمام سياسي محنك، يتقن فن الخطابة، فكان حوار الجزء الثالث والأخير كالتالي:

اعلان

 

 

8-صرح الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محند العنصر، أن حزبه يعرف مشاكل تنظيمية، لا تسمح له بالتحضير الجيد للانتخابات المقبلة، بسبب الإكراهات جراء تعديلات في القوانين الداخلية، قصد تدارك المشاكل التي يتخبط فيها الحزب، ما هو تعليقكم على هذا التصريح؟

اعلان

 

ج: كما جاء في سؤالكم، أن السيد الأمين العام، صرح بأن حزب الحركة الشعبية، يعرف مشاكل تنظيمية، وخلال مداخلته أثناء الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، والذي نظم عن بعد في أواخر شهر نونبر الأخير، قال محند العنصر، على أن النظام الأساسي أحدث بعض المشاكل، حيث يتم إنشاء مكتب جهوي قبل الإقليمي، في الوقت التي ترتبط الانتخابات بالأقاليم أكثر من الجهات، وتابع السيد الأمين العام، أن المكتب السياسي، قرر السماح للمكاتب الجاهزة، بأخذ الترخيص بإجراء تعديل في مادتين، بخصوص المجلس الإقليمي، الذي ستنعقد لقاءاته بترخيص من الأمانة العامة، بالإضافة إلى ذكره، أن مسؤولية أعضاء المجلس الوطني، لا تقل أهمية فيما يتعلق بالعمل الميداني المحلي، حيث أنه سيتم الاعتماد عليها، في اقتراح المرشحين، والتحالفات المستقبلية، وغيرها في نهاية المطاف.

 

 

9-حزب “السنبلة” يعاني الميز العنصري داخل بيته بحكم الصراع الدائر بين أمازيغ الحزب وعربه، ما هو ردكم على هذه الإشكالية؟

 

ج:أنا لست أمازيغيا، شخصيا لم ألمس على أرض الواقع، صراعا بين أمازيغ الحزب وعربه، فالاختلاف الذي طرحتموه لا يفسد للود قضية، حيث يجب على الفرد تعلمه في العمل السياسي الحقيقي، الذي يلعب دورا مهما، في تأطير المواطنات والمواطنين، وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وفي تدبير الشأن العام، مع تقبل الاختلاف، والمساواة، وتكافؤ الفرص داخل التنظيم والديمقراطية الداخلية، زد على ذلك، فاختلاف الآراء، ليس بالضرورة شيئا سلبيا، بل قد يكون الاختلاف الصحي، سببا في نجاحنا، فباب الحركة الشعبية، مفتوح لجميع المغاربة.

 

 

10-تعليقكم على القرار الحازم والحكيم، لجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بشأن العملية المهنية والسلمية في معبر الكركرات، والتي مكنت من إعادة تامين حركة مرور، الافراد والسلع بين المغرب وموريتانيا خصوصا، وبين أوروبا وبلدان افريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة؟

 

ج: قرار حكيم وحازم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بشأن العملية السلمية في معبر الكركرات الحدودي، وإقامة جدار أمنى، لتأمين تدفق الأشخاص والبضائع، وحماية حق التنقل، كحق أساسي، تضمنه الشرعية الدولية، والقرارات الأممية، حيث مكن هذا القرار العقلاني، من إفشال المؤامرات، والدسائس المحاكة، من قبل خصوم وحدتنا الترابية، بإنشاء بؤرة سكنية في المنطقة العازلة، بهدف تغيير الحقائق التاريخية، والقانونية، والجغرافية، في محاولة لافتعال الفوضى، وإيقاظ الفتن، وخلق القلاقل، لزعزعة استقرار المنطقة.

 

 

11-ما هو تفسيركم للخطوة جيوسياسية، التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، المرتبطة باعتراف الولايات المتحدة الامريكية، بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه؟

 

ج: رحبت بكل فخر واعتزاز، كمواطن وكسياسي مغربي، بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية، اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، وفتحها لقنصليتها بمدينة الداخلة، هو اعتراف لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة، على كافة منطقة الصحراء المغربية، إنجاز كبير سيؤثر على مسار قضية الصحراء المغربية، في السنوات المقبلة، إذا لم نقل في الشهور القليلة القادمة، فهذه الخطوة، تعتبر اعترافا عمليا وواقعيا، وأتمنى أن تحدوا جميع الدول الكبرى حدوها.

 

 

12-قام المغرب بتطبيع علاقته مع إسرائيل، من خلال التوقيع على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، ما هم تعليقكم على هذه الخطوة؟

ج:هذه الخطوة، ليست تطبيعا، بل استئناف للعلاقات مع إسرائيل، في إشارة إلى مكتب الاتصال الإسرائيلي، الذي كان مفتوحا في المغرب، بين عامي 1996 و 2000، وتم إغلاقه من طرف المغرب، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينها، “إيهود باراك”، نهاية العملية السلمية، مع السلطة الفلسطينية، واندلاع الانتفاضة الثانية، في الأراضي الفلسطينية، وموقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كرئيس لجنة القدس، الداعم للقضية الفلسطينية، ثابت لا يتغير، حيث أبرز جلالته بأن المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، هي السبيل الوحيد، للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع، كما أشار صاحب الجلالة، إلى ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص، لمدينة القدس الشريف، واحترام حرية ممارسة الشعائر الدينية، لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة، وحرمة المسجد الأقصى، كما شدد جلالته، على أن المغرب، يضع دائما القضية الفلسطينية، في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها، لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني، من أجل حقوقه المشروعة، بالإضافة إلى كل هذا، هناك وجود الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل، ولهم أماكن عبادة، وأماكن ثقافية في المغرب.

 

 

13-قال محند العنصر، أنه لن يترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، وبخصوص اعتزاله العمل السياسي، أوضح أنه يفكر في عدم الترشح لرئاسة حزب الحركة الشعبية لولاية جديدة، خلال المؤتمر الوطني المقبل، المزمع تنظيمه سنة 2022، ردكم على هذا التصريح؟

 

ج: كلمتي في حق السيد الأمين العام، محند العنصر، شخص حكيم، قليل الكلام، رجل مهذب، وودود، ووفي ولبق، حيث يحرص كثيرا، على التزاماته السياسية والعامة، خدمة للمصالح العليا للبلاد، حيث يبدي هذا السياسي المحنك، قدرا كبيرا من الحكمة والدبلوماسية، فبفضل قدرته على التدبير، عمل الرجل، على ضمان وحدة الأسرة الحركية، والمحافظة، بل وتعزيز موقعها داخل الحقل السياسي الوطني.

 

أما فيما يخص، بعدم ترشحه للانتخابات التشريعية المقبلة، وأنه يفكر في عدم الترشح لرئاسة الحزب، من الناحية القانونية، يمكن أن نتفهم تصريحه، أما من الناحية الواقعية، هذا سابق لأوانه، ويصعب التكهن بهذا التصريح، الذي أدلى به السيد العنصر، لأنه سيتطلب مخاض طويل.

 

 

14-ما هو تعليقكم، حول تصريحات رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، التي اثرت بخصوص عزم المغرب فتح نقاش حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بعد نزاع الصحراء المغربية، غضب الجارة الشمالية اسبانيا، حيث استدعت وزارة الخارجية الاسبانية على وجه السرعة، كريمة بنيعيش، سفيرة صاحب الجلالة في اسبانيا، وذلك ردا على تصريحات العثماني في حوار صحفي، بشأن ملف المدينتين؟ حيث جاء في كلمته –ربما سيفتح الملف في يوم ما، ويجب أولا ان ننهي قضية الصحراء فهي الأولوية الان، وقضية سبتة ومليلية سياتي زمانها-

 

ج: بحكم أنني رجل سياسة، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، رجل طيب، صاحب التوازنات، شخص مسالم، والظروف الذي جاء فيها، هي ظروف صعبة، وندافع عن حصيلة الحكومة، بحكم مشاركة حزب الحركة الشعبية في أغلبيتها، أما بالنسبة لتصريحاته المرتبط بسبتة ومليلية، ما قاله العثماني، يقوله جميع المغاربة، فالمغرب لم يتخل في أي مرحلة، عن إعلانه أن المدينتين جزء لا يتجزأ من الترابي الوطني.

 

 

15-محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وعلى إثر مهرجان خطابي، نظمه حزب التقدم والاشتراكية بقصر المؤتمرات بورزازات، يوم 24 ماي 2015، والذي أطره بنعبد الله، حيث عبر في خطابه، عن فضل وزارة السكنى وسياسة المدينة، التي كان يوجد على رأسها، فيما تعرفه المدينة المذكورة من أوراش ومشاريع مفتوحة، على صعيد مجالها الترابي من خلال مساهمة وزارته، في اتفاقية شراكة لتأهيل المجال الحضري لورزازات؟

 

ج:نبيل بنعبد الله، أخ وصديق، شخص أحترمه كثيرا، رجل دولة بامتياز، كأمين عام حزب التقدم والاشتراكية، وكجميع الأمناء العامون، يجب الاشتغال كثيرا على الخلف وعلى التجديد، أما فيما يخص تصريحاته في المهرجان الخطابي سالف الذكر، لقد قمت بالرد عليه، بحكم أنني رئيس المجلس الجماعي لمدينة ورزازات، من خلال بيان توضيحي للرأي العام، جاء فيه بناء على مغالطات نعي جيدا مصدرها، ومع ذلك لا يمكننا بأي حال من الأحوال، أن ننكر ما لمسناه من الوزير، من استعداد للانخراط، إلى جانب بقية الشركاء، للمساهمة في هذه الاتفاقية، إلا أننا لا نجد بدا من تبيان، أن المشاريع والأوراش، التي شهدتها المدينة في كل المجالات، لا علاقة لها باتفاقية شراكة، في إطار سياسة المدينة، لتأهيل الجماعة الترابية لمدينة ورزازات، التي شاركت فيها وزارة الإسكان، وأن مساهمة وزارة السكنى وسياسة المدينة، تأتي في إطار اتفاقية شراكة متعددة الأطراف، في إطار سياسة المدينة، لتأهيل جماعة مدينة ورزازات، في نسخة ثانية (يوليوز 2015) ، والتي رصد لها مبلغ مالي إجمالي قدره 278 مليون درهم، ساهمت فيه وزارة السكنى بمبلغ 83 مليون درهم.

وأريد أن أضيف، أن نبيل بنعبد الله، كان مضطرا لقول هذا الكلام، لإرضاء بعض المنتخبين السياسيين، الذين ينتمون لحزبه، لحاجة في نفس يعقوب، بعدها تواصلنا فيما بيننا (أي الوزير المشار إليه)، وقمنا بالإمضاء على الاتفاقية، وتعاون معنا كذلك، في اتفاقية أخرى، وكانت علاقتي به دائما طيبة إلى حد الساعة.

 

 

رئيس المجلس الجماعي لمدينة ورزازات، والمستشار البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، مولاي عبد الرحمان الدريسي، شكرا لكم وإلى فرصة مقبلة إن شاء الله.

 

رئيس المجلس والمستشار البرلماني: نشكركم مرة أخرى ونحن دائما رهن إشارتكم تنويرا للرأي العام في كل ما يتعلق الشأن المحلي بمدينة ورزازات.

 

 

حاوره: مصطفى طه

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى