صمت في تندوف والجزائر بعد تحذير الخارجية الأمريكية وتأكيد البيت الابيض لموقفه من مغربية الصحراء
أجبرت تصريحات «نيد برايس»، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نفى فيها حدوث أي تراجع في مواقف البيت الأبيض بخصوص الصحراء، الجزائر وصنيعتها «بوليساريو» على التزام الصمت خوفا من جملة تحذر من انفلات الوضع نحو العنف في إشارة إلى مناوشات المليشيات على الحدود المغربية.
وعلى غير عادتها لم ترد «بوليساريو» على برايس بخصوص عدم وجود جديد في ما يتعلق بالإعلان الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، بل أصدرت قيادتها تعليمات بعدم التفاعل مع تلك التصريحات، الشيء الذي طبقته عمليا «وكالة الأنباء الصحراوية»، المنبر الإعلامي الرسمي للجبهة. واعتبرت «بوليساريو» في مراسلة تحمل ختم وتوقيع عضو أمانة الجبهة، محمد سالم ولد السالك، المكلف بحقيبة ما يسمى «وزارة الشؤون الخارجية» في الجمهورية الوهمية، أن العديد من وسائل الإعلام، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي تناولت بإسهاب تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية حول النزاع وموقف الولايات المتحدة الأمريكية منه، مشددة الدعوة إلى أتباعها بـ»الامتناع عن التعليق» على هذا التصريح.
وتحاول الجبهة، التي توالي إصدار بيانات حربية بعد تحرير معبر الكركرات من قطاع طرق منتمين إلى ميليشياتها، تبرئة نفسها من تهمة جر المنطقة إلى الحرب، ولم تجد بدا من الرد على اتهامها بجلب مقاتلين من الدولة الإسلامية بالساحل، إذ عبر ممثل «بوليساريو» بإسبانيا عن غضب قادته بخصوص مقال خيسوس ماريا ثولورواغا بجريدة لاراثون الإسبانية.
وحذر فيديل سينداغورتا، المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والتعاون الأوربي، من التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة «بوليساريو» في منطقة الساحل والجوار الأوربي. وفي حديثه في ختام منتدى حول الإرهاب العالمي نظمه معهد إلكانو، قال المسؤول الإسباني، إنه صدم لملاحظة أن زعيم جماعة «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» الإرهابية، عدنان أبو الوليد الصحراوي، يتحدر من مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن هذه المنطقة أصبحت أرضا خصبة للجهاديين. وأوضح سينداغورتا، الذي نقلت تصريحاته من قبل وكالة «يوروبا برس»، إلى أنه تم إبلاغه بأن هذه الميليشيات المسلحة كانت تتدرب في كوبا خلال الفترة التي كان يعمل فيها دبلوماسيا في ذلك البلد، مؤكدا أن ظاهرة الجهاد المتطرف الراسخة في هذه المنطقة «خطرة علينا لأنها قريبة جدًا من عالمنا».
وأشار المسؤول الإسباني إلى عودة هذه الظاهرة التي بدأت من الجزائر، ليس فقط في منطقة الساحل، ولكن أيضًا في المناطق المجاورة الأخرى، مما أودى بحياة مئات الضحايا.