قاسم حدواتي
أصبحت الأخطاء الإملائية ظاهرة جد مقلقة في وسط جميع المستويات، بعد أن كانت تقتصر فقط على من لم يحصلوا على الكم المعقول من التعليم.
فأصبحنا اليوم نشاهد شبه مثقفين، و شبه سياسيين، يرتكبون أخطاء إملائية لم يكن أحد يتوقعها في مجتمع يدرس أبناؤه اللغة العربية منذ الصغر.
الأخطاء الإملائية أصبحت وسيلة تندر الكثير من الساخرين و النقاد في منصات التواصل، فكل منا يتذكر حين ضاعت السين مع أختها الصاد في إحدى الملصقات الإشهارية الخاصة بأحد المرشحين لتمثيل الشعب..
ضحايا الأخطاء الإملائية في كتاباتنا اليوم كثر، فهي تتجاوز ما سبق لتلغي الفرق بين الضاد والظاد، وتربط كلمات كانت منفصلة وتفصل لكن ولا كن…،
أخطاء جلية، يرجعها أصحابها الى مشكل صغر حجم لوحات المفاتيح أمام الأصابع الكبيرة.. في محاولة لحفظ ماء الوجه، أخطاء يتجاوز تأثيرها كل الفوارق الشخصية والعلمية والسنية، في عملية أشبه بالمؤامرة على اللغة.
تراجع الاهتمام باللغة في المدارس، يزيد من الخسائر اللغوية، خصوصا بعد مخرجات التعليم الأخيرة في كل عناصر اللغة وليس الإملاء فقط…
موقف يستدعي وقفة علمية مهمة لكل مسؤولي التعليم والثقافة، من أجل حماية الهوية الوطنية واللغة العربية التي نزل القرآن الكريم.
فظهور الأخطاء الإملائية، في الوثائق الرسمية التي يتداولها الجميع باعتبارها تعرف بهويتهم، لتكون الشاهد الأعظم على ما نحن فيه من فقدان للهوية اللغوية و العربية.