بقلم علال الضالع
يستهجن العديد من المواطنين ما يسمونه بالاختطاف والعزل التعسفي الذي يقوم به نافذون تجاه الأعضاء الفائزين في الانتخابات الجماعية قصد تكوين الأغلبية الضرورية لتشكيل أي مكتب كجلس جماعي.
المتربصون بمناصب المكتب الجماعي، يُعِدون خطة الاختطاف “الإرادي” قبل ظهور النتائج الأولية لانتخابات المجالس، باستحضار كافة السيناريوهات المحتملة، حتى تكون ساعة الصفر ظاهرة لمنفذي العمليات، بتوظيف اللوجستيك الضروري والذي يكون غالبا سيارات دفع رباعية تتحرك في جنح الظلام إلى وِجهات لا يعلمها إلا مُخرج وكاتب سيناريو المسرحية.
انقطاع عن العالم الخارجي تواصلا واتصالا في ما يشبه سباتا خريفيا في انتظار عقد اجتماع حفل التنصيب الذي يُعلنه عامل الإقليم وفق جدولة زمنية محددة للتنفيذ؛ لتنطلق بعدها التكهنات والاتهامات والبحث عن الأخبار الشحيحة حول الأعضاء وحول تشكيلة كل مكتب جماعي وعن التحالفات والانشقاقات.
مكتب يصبح بتسمية رئيس معين ويُمسي برئيس آخر؛ فحتى الأغلبية المتوارية عن أنظار العامة والخاصة تظل في نقاش ومفاوضات، تدخل فيها معايير المال والسلطة والتاريخ والعائلة والقبيلة للظفر بالرئاسة التي لن تصل إلى بر الأمان إلا بتصويت الأغلبية يوم التنصيب، إن قُدِّر لها اجتياز أمواج الإغراءات والسحر والشعوذة والضغط على العائلة والمقربين و … فقد تباع مناصب ومهام أعضاء المجلس بالمال وملايين السنتيمات، وقد يحظى أحدهم بمنصب سام بالنظر إلى سلطته أو قربه من السلطة كما قد يخوض من أجله معارك قد تصل إلى العنف بكافة أنواعه ، و قد يلجأ مرشح آخر إلى محترفي الشعوذة لتيسير الطريق إلى الرئاسة؛ فكل له وسيلته وله طريقته للتقرب من مناصب المكتب الجماعي. أما الحديث عن الرصيد النضالي للمرشح للرئاسة فهو محض هراء أمام تكالب الجميع وتهافتهم للظفر بالكرسي .
في إقليم طاطا وأثناء الفترة السابقة ليوم التصويت، جل المرشحين يسلكون كل الطرق التي تؤدي للحصول على أصوات الناخبين بما فيها ازدراء خصومهم الحزبيين وكشف عوراتهم السياسية؛ إلا أن كل ذلك يختفي بعيد النتائج بل قد تتحول الخصومة صداقة في مشهد مسرحي يندهش له الناخبون في أحيان كثيرة، تتلوه شماتة قد يُقسم المواطن على عدم التصويت بعدها قط.
تنتهي فصول اللعبة أو المباراة “الماتش” كما يحلو للجميع وصفها بيوم التنصيب؛ حيث تحضر السلطات المحلية وأعضاء المجلس، في ظروف تختلف من جماعة لأخرى؛ حيث يكون اللافت في كل هذا طريقة مجيئ فريق الأغلبية “المختطف” وظروف سفره المحفوفة بالمخاطر تجنبا لأي سيناريو من الأقلية التي انهزمت لأيام مضت؛ وقد يعيدها إلى مربع الأغلبية.
وعلى العموم فالمتتبع للعملية الانتخابية وما يُصاحبها من مشاهد واستقطاب حاد تُوظف فيه كل الوسائل غير الأخلاقية وغير المتوقعة، يحكم على الاستحقاق ببعده عن الديموقراطية الحقيقة التي نراها في الدول المتقدمة وعن التحضر في تدبير الاختلاف بين مكونات المجتمع وأحزابه السياسية.
اعلان
اعلان
اعلان