بقلم : احمد وهمي
يعد سلوك المعلم في القسم تجاه تلاميذه حاسما في نشر السكينة و خلق جو الطمأنينة و الراحة في القسم حتى يشعر التلميذ بالراحة النفسية، وينسجم مع محيطه فينطلق في تعزيز ثقته بنفسه، والتعبير عن ذاته، فكلما كان التلميذ مرتاحا كلما أظهر لمعلمه ماهو قادر على فعله ما دام يشعر بالارتياح و الانتماء إلى المكان الذي يدرس فيه، و يبقى الاستماع الجيد للتلميذ وحاجياته وسيلة مهمة في كسب هذا الأخير الراحة النفسية التي تمكنه من التعلم، واكتساب مهارات جديدة في مساره التعلمي.
و للاستماع الجيد للتلميذ وجب توفير الأمور التالية :
1- فضاء هاديء وصحي من أجل استماع أفضل للتلميذ، وذلك لأن نجاح عملية الاستماع هذه رهينة بوجود جو صحي هاديء وحماسي في قسم منضبط ومسؤول ومجد، يضم علاقات إيجابية و محترمة بين المعلم و تلاميذه.
2- معلم واع ومسؤول يتصرف على سَجِيَّتِهِ تجاه تلاميذه، صادقا في الاستماع الجيد إليهم، و ما الاستماع الجيد إلا محاولة لفهم الآخر، وفهم حاجياته و رغباته و تقبل آراءه وقيمه، ودور المعلم هنا أن يكون مستعدا لسماع تلميذه و يتخلص من كل الأفكار المسبقة عنه، إنها نافذة جديدة و مدهشة فلكل جديد دهشة لتَعرُّفِ المعلم أكثر على تلميذه.
إن للاستماع الجيد مستويات ثلاثة فما هي؟
حسب ما جاء على لسان الكاتب : جاك سالومي في كتابه ” si je m’écoutais,je m’entendais ” ” إذا استمعت إلى نفسي فهمتها ”
هناك ثلاث مستويات للاستماع الجيد للتلميذ و هي :
– المستوى الأول : مستوى السلوك و الأفعال التي تأتي من التلميذ سواء قولا أو فعلا. مثلا ” تلميذ يقوم بضرب زميله في باحة الإستراحة “.
– المستوى الثاني : مستوى القيم وما يتفاعل معه الطفل، من خلال خبرتي المتواضعة وما يعيشها و يحس به. مثلا :” تلميذ يكذب على زميله، فكانت ردة فعل هذا الأخير اعتباره سلوك الكذب غير صحيح وغير مقبول.
– المستوى الثالث : مستوى انطباعات التلميذ عن حياته الخاصة ونظرته لنفسه. مثلا :” التلميذ علي لا يحرز على نقط جيدة في مادة الرياضيات دائما، و يعتقد من خلال نظرته لنفسه أنه لن ينجح أبدا و يقول لنفسه دائما : أنا فاشل في الرياضيات.
من خلال هذه المستويات الثلاثة يمكن ان للمعلم أن يخلق و يبدع سلوكيات خاصة بكل مستوى على حدى، كما يمكنه تخصيص بعض الوضعيات للتواصل الفعال وتعزيز الثقة لدى التلميذ في المدرسة.
