يشكو مرضى العيون بـطاطا بُعد مواعيد الاستشارات الطبية المحددة لهم لزيارة طبيبة العيون الوحيدة بإقليم طـاطا المترامي والذي يمتد على مساحة تفوق مساحة دولة بلجيكا.
وتأتي هذه المعاناة بعد تخلي دكتور مختص في طب العيون تعيينه بمدينة طاطا لأسباب غير معلنة، ليتسبب انسحابه من مهامه في تراكم المواعيد على الدكتورة الوحيدة التي تبذل مجهودات مضاعفة لتلبية احتياجات المرضى الوافدين على مصلحة طب العيون من مختلف مناطق طاطا النائية؛ كما شكل تخلي طبيب أمراض النساء والتوليد سابقا فراغا فاقم من معاناة النساء الحوامل وكثرة توجيههن من طرف إدارة المركز الاستشفائي بطاطا صوب مدينة أكادير أو تارودانت، نتج عنه حسب شهادات إلى وضع بعضهن للمولود في سيارة الإسعاف وإسقاط بعضهن للجنين.
وبالرغم من الجهود المبذولة من طرف المسؤولين على الشأن الصحي بالإقليم- بوأت المندوب الإقليمي للصحة بـطاطا من الفوز بشخصية الإقليم لسنة 2021- وكذا السلطات الإقليمية إلا أن تخلي الموارد البشرية الطبية عن العمل بالمنطقة تارة، وعدم التحاقها لتقديم خدماتها الصحية لمواطنين مغاربة تارات أخرى يُفاقم ويؤزم الوضع الصحي بـطاطا، مما يطرح تساؤلات على المنتخبون والبرلمانيين عن مدى ترافعهم عن هذه المنطقة النائية لتنال حظها من الاستفادة من الخدمات الصحية كحق دستوري تكفله جميع القوانين وليس امتياز يستحقه البعض دون الآخر.
جدير بالذكر أن أن المركز الاستشفائي استفاد من تعيينات في تخصصات نوعية، إلى جانب أخرى عزَّزت تخصصات معينة، لكن ما يطفو على السطح بين الفينة والأخرى من غيابات مبررة أو غيرها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لم تعرفها المنطقة منذ سنين؛ خاصة على مستوى وفيات النساء الحوامل التي كانت اعتبرت إلى حد قريب نقطة سوداء في سجل الشان الصحي بالإقليم تم تجاوزه في المدة الأخيرة.
