قرر مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، إصدار كتاب جديد تحت عنوان “المجهول درة التمور”، يوثق أصل صنف تمر المجهول من منطقة بوذنيب بالجنوب الشرقي من المغرب، ودلك بعد اختتام الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر الدولي السابع لنخيل التمور، الدي انعقد مؤخرا بأبو ظبي، بمشاركة حوالي 17 من العلماء والباحثين المتخصصين في تمر صنف المجهول، يمثلون 13 دولة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن المؤلف يعد الأول من نوعه في مجال توثيق أصل صنف تمر المجهول من منطقة بوذنيب بالجنوب الشرقي من المملكة المغربية.
من جهته، قال عبد الوهاب زايد، أمين عام الجائزة، إن هذا الكتاب شارك في إعداده ثمانية من وزراء الزراعة وأربع منظمات دولية و44 باحثا وعالما متخصصا في صنف المجهول من 13 دولة بالعالم.
وأفاد أن المشاركين في إعداد الكتاب أجمعوا بالدليل القاطع على أن صنف المجهول يرجع أصله الى منطقة بودنيب بالمملكة المغربية، وقد انتقل إلى ولاية كاليفورنيا عام 1927 ومن هناك تم إكثاره وإعادة انتشاره على مستوى العالم.
وأضاف أمين عام الجائزة، الذي قام بإعداد المادة الأساسية للكتاب بالتعاون مع الدكتور عبد الله وهبي الخبير الدولي في زراعة النخيل وإنتاج التمور، أن الكتاب يعتبر نقلة نوعية في توثيق أصل هذا الصنف المميز من التمور على مستوى العالم.
وتابع أن الكتاب دحض الشائعات التي راجت حول اصل هذا الصنف، نظرا لانتشار صيته وميزاته الفريدة وارتفاع ثمنه عن باقي تمور العالم، مبرزا أنه “حيكت حوله الكثير من القصص والحكايات حول أصله، إلى درجة بتنا نرى ونسمع أن كثيرا من الدول قد تبنت هذا الصنف ونسبته إلى نفسها أو إلى غيرها بدون أي دليل علمي يوثق أصل هذا الصنف”.
من جانبها، أكدت الدكتورة جلين سي رايت، من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن هذا الصنف من التمر وصل إلى أمريكا عام 1927 من قبل الدكتور والتر سوينغل، الذي كان في زيارة إلى منطقة بودنيب بالمملكة المغربية حيث أحضر معه 11 فسيلة من صنف المجهول خالية من مرض البيوض وشحنها ضمن صناديق خشبية إلى الولايات المتحدة، تم نقلها إلى منشأة تابعة لوزارة الزراعة الأمريكية في كاليفورنيا.
ومن هناك، أضافت الباحثة الأمريكية، انتشرت زراعة وإنتاج وصناعة تمور المجهول إلى القارة الأمريكية بأكملها، بالإضافة إلى انتقال صناعة المجهول إلى العديد من دول العالم الأخرى؛ وجميعها يعود إلى استيراد شتلات المجهول من المغرب في عام 1927.
يشار إلى أن هدا الغصدار العلمي شارك في إعداده وزراء الزراعة في كل من دولة الإمارات، المغرب، مصر، السودان، الأردن وموريتانيا، علاوة على مشاركة خبراء المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، واتحاد مراكز البحوث الزراعية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والمركز العربي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والأراضي القاحلة، وكدا خبراء في مجال زراعة النخيل ينتمون إلى دول عديدة؛ أبرزها الولايات المتحدة، المكسيك، أستراليا، ناميبيا، العراق، إسبانيا، الهند، المغرب، الإمارات، مصر، إيطاليا وفلسطين.