ناقش باحثون وخبراء أمنيون وقضائيون مختلف المقاربات المتعلقة بمعالجة ظاهرة العنف في الملاعب، وذلك خلال ندوة نظمت، أمس السبت، بمقر أكاديمية النهضة الرياضية البركانية، بمبادرة من المركز الأفرو – متوسطي للتفكير والدراسات القانونية والسوسيو – اقتصادية
واستعرض المتدخلون في هذه الندوة، التي نظمت تحت عنوان “كرة القدم من المتعة إلى الشغب”، بشراكة مع نادي قضاة المغرب، وعمالة إقليم بركان، والمجلس الإقليمي، والمديرية الإقليمية لقطاع الشباب، الملاحظات المتكررة لعدم كفاية السياسات السابقة، ولا سيما المقاربة الأمنية والزجرية للتصدي لهذه الظاهرة، داعين إلى اعتماد استراتيجية وطنية مندمجة وشاملة.
وبهذه المناسبة، أشار رئيس المركز الأفرو – متوسطي للتفكير والدراسات القانونية والسوسيو – اقتصادية، وديع الهامل، إلى أن ظاهرة العنف في الملاعب باتت “تشغل بال الجميع”، من سلطات عمومية ومجتمع مدني وغيرهم.
وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “يجب أن نتحرك بسرعة ونزيل الغموض عن أسباب انتشار هذه الظاهرة في خارج الملاعب، مما يسبب في أضرار مادية وبشرية مؤسفة”، معتبرا هذا اللقاء مناسبة لإبراز مقاربات من زوايا نظر مختلفة (قانونية، قضائية، أمنية، سوسيولوجية، نفسية، دينية، أخلاقية وتربوية…) سعيا لإيجاد أنجع الحلول لتجاوز هذه الظاهرة.
من جهته، أشار رئيس المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بوجدة، عبد الجليل العروسي، في تصريح مماثل، إلى أن كرة القدم هي رياضة، وأنه رغم مساهمتها كعامل إشعاع للمملكة على المستوى الدولي، فإنها تصبح مصدرا للمشاكل، وخاصة الشغب في الملاعب.
وقال: “نادي قضاة المغرب يواصل، من خلال مساهماته المواطنة، لم يتوان في إيلاء اهتمام خاص لهذه الظاهرة، من خلال الانكباب على القضايا القانونية والقضائية ذات الصلة، ولا سيما القانون 09-09، المتعلق بالعنف المرتكب أثناء المباريات أو التظاهرات الرياضية أو بمناسبتها “.
من جهته، تطرق القاضي بمديرية الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل، أيوب أبو جعفر، إلى المستجدات التي همت السياسة الجنائية للتصدي للعنف في الملاعب، مؤكدا، في هذا الصدد، اعتماد تدابير وقائية جديدة ضد المتورطين في ارتكاب أعمال العنف.
وأشار أيضا إلى أن المقاربات الزجرية والأمنية غير كافية للقضاء على هذه الآفة، داعيا، في الوقت ذاته، إلى تحقيق تقارب فعال بين السياسات، ولا سيما السياسات العقابية وغيرها من السياسات العمومية للدولة.
من جهة أخرى، تناولت بقية المداخلات قضايا أخرى مرتبطة بظاهرة الشغب، خاصة ولوج القاصرين إلى الملاعب، والحاجة إلى نهج مقاربات شاملة وتشاركية أخرى، تستند أساسا إلى التربية والتكوين، فضلا عن تكثيف برامج التوعية على نطاق واسع.
كما دعا المتدخلون إلى تأهيل البنيات التحتية للملاعب، وتحسين ظروف استقبال الجمهور، من خلال إنشاء مرافق صحية ووسائل الترفيه، وترقيم المقاعد، وتوجيه الجمهور، مع تحديث أنظمة المراقبة وحجز التذاكر.