كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأمريكية لمكافحة العدوى، عن وجود تلوث جرثومي على الأسطح التي تُلمس بشكل متكرر داخل المستشفيات، على الرغم من الامتثال لبروتوكولات التطهير الموصى بها.
وسلطت النتائج الضوء على التحدي المستمر المتمثل في الحد من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وتشير إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى “استراتيجيات مبتكرة” لتطهير أكثر فاعلية لهذه الأسطح.
ويعتبر خطر التلوث الميكروبي على أسطح المستشفيات عاملاً فعالا في انتشار العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وقد أدى ذلك إلى اتخاذ إجراءات تطهير محددة بعناية للحفاظ على سلامة المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
ولكن كما توضح هذه الدراسة الجديدة، فإن أفضل الممارسات الحالية في التطهير الروتيني للمستشفيات قد لا تكون كافية لمنع انتشار مسببات الأمراض، خاصة بالنسبة للأسطح التي يلمسها العديد من الأشخاص المختلفين بشكل متكرر.
وأنجزت الدراسة في نظام الرعاية الصحية للمحاربين القدامى بوسط تكساس، حيث جمع الباحثون عينات من 400 سطح من عام 2022، وركزوا على الأسطح عالية اللمس مثل دمى المحاكاة المستخدمة في ممارسة الإنعاش، ومحطات العمل على عجلات، وطاولات غرف الاستراحة، والأسرة، ولوحات مفاتيح الكمبيوتر، وقضبان الأسرة، ووُجد أن كل هذه الأسطح تمتلئ بالبكتيريا، كما أن الدمى وقضبان الأسرة، تحتوي أيضًا على أكثر أنواع البكتيريا تنوعًا.
و جرى تحديد ما مجموعه 60 نوعا مختلفا من البكتيريا في جميع العينات، بما في ذلك 18 من مسببات الأمراض البشرية المعروفة وعدد من البكتيريا التي يمكن أن تكون مسببة للأمراض للإنسان في ظل ظروف معينة.
وتضم الأنواع الأكثر شيوعًا من البكتيريا المسببة للأمراض المكورات المعوية، والمكورات العنقودية الذهبية، والمكورات العقدية، والإشريكية القولونية، والكلبسيلا الهوائية، وغيرها.
وارتبطت بعض أنواع البكتيريا المسببة للأمراض بالتهابات مجرى الدم المرتبطة بالخط المركزي والتهاب السحايا والتهاب الشغاف، كما تم العثور على حوالي نصف البكتيريا التي تم تحديدها من خلال هذه العينات في العينات السريرية التي تم جمعها من المرضى خلال عام 2022.
وسجلت بيالي تشاترجي، عالمة أبحاث في نظام الرعاية الصحية أن : “استمرار الإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية على الرغم من الاهتمام الدقيق بممارسات التطهير، هو إحباط مستمر لمتخصصي الرعاية الصحية، وتظهر دراستنا بوضوح العبء الحيوي المرتبط بأسطح المستشفيات التي يتم لمسها بشكل متكرر، بما في ذلك دمى المحاكاة، والتي لا تعتبر عادةً خطراً، لأن المرضى نادراً ما يلمسونها”.
وأشارت إلى أنه “يجب علينا أن نفعل ما هو أفضل في حماية صحة المرضى والموظفين العاملين”.
وتقول تانيا بوب، الباحثة المشاركة بالدراسة “من خلال فهم الثغرات في بروتوكولات التطهير الحالية لدينا، يمكننا التركيز على تطوير بروتوكولات واستراتيجيات تعليمية أكثر فعالية لمنع انتشار الكائنات الحية الخطرة وحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية بشكل أفضل من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية”.