كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الأفارقة هم الأكثر صحة في العالم، متفوقين على نظرائهم في أوروبا والأمريكتين، وفقًا لتحليل شامل لبيانات من 33 دولة.
استهدفت الدراسة نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى خمس سنوات، والذين يحصلون على قسط كافٍ من ممارسة الرياضة، النوم، والوقت بعيدًا عن الشاشات.
و أظهرت النتائج أن حوالي 23.9% من الأطفال الأفارقة يحققون المعايير الموصى بها من حيث ممارسة النشاط البدني، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وأخذ فترات راحة من الشاشات.
في المقابل، سجلت الدول الأوروبية نسبة 23.5% من الأطفال الذين يحققون هذه المعايير، فيما كانت نتائج الأطفال في الأمريكتين هي الأسوأ، حيث حقق أقل من 10% فقط (7.7%) هذه المعايير.
فيما عانت الأطفال في الأمريكتين من فترات جلوس طويلة، التي تعتبر مؤشراً على استخدام الشاشات، حيث لم يتخذ سوى 17% منهم فترات راحة كافية، وهي النسبة الأقل مقارنة بباقي المناطق. تلتها في الأداء الضعيف منطقة جنوب شرق آسيا، مثل تايلاند وإندونيسيا، بنسبة 9.1%، ومنطقة المحيط الهادئ الغربي، بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا، بنسبة 12.4%.
يذكر أن هذه التحليلات نشرت في مجلة “جاما بي pediatrics” من قبل فريق من الخبراء الدوليين بقيادة جامعة وولونغونغ في أستراليا. شملت الدراسة بيانات تم جمعها من أكثر من 7000 طفل من 33 دولة بين عامي 2008 و2022.
ويشار إلى أنه جرى قياس مستويات نشاط الأطفال باستخدام أجهزة مراقبة الحركة، في حين تم قياس أوقات الشاشات والنوم استنادًا إلى تقارير من الآباء.
وتشير النتائج إلى أن أقل من واحد من كل ستة أطفال (14.3%) يحققون جميع المعايير الصحية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، مع اختلاف ملحوظ بين الفتيات والفتيان؛ إذ لم تحقق سوى 12.8% من الفتيات المعايير مقارنة بـ 16.8% من الفتيان.
وفي بريطانيا، أظهرت دراسة منفصلة أن الأطفال متخلفون عن نظرائهم في الدول الأخرى فيما يتعلق بالنشاط البدني. إذ أشار التحليل إلى أن 30% من الفتيات و18% من الفتيان في إنجلترا يُصنفون على أنهم غير نشيطين، وهي أرقام تعكس القصور في الأنشطة البدنية.
هذه النتائج تزيل النقاب عن أهمية تعزيز أنماط الحياة الصحية لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة التي تعد حاسمة لتكوين عادات صحية تدوم مدى الحياة.
وشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه القضايا لضمان صحة الأطفال في المستقبل، محذرين من أن الإهمال قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.