باتت التفاهة تفرض سيطرتها على الحياة اليومية بشكل غير مسبوق، حيث تحظى بمستويات إقبال عالية مقارنة بالثقافة والمعرفة، اللتين تعانيان من التراجع والتهميش. وأصبح التافهون قدوة للأجيال الجديدة، مما يهدد بترسيخ ثقافة سطحية تعزز الفساد، وتطبع معه داخل المجتمع.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي بروز عدد من الأشخاص الذين يعتمدون على إثارة الجدل والتفاهة لتحقيق الشهرة. وقد أدى ذلك إلى نشر قيم رديئة، وتشويه صورة المجتمع المغربي على المستوى المحلي والدولي. في هذا السياق، بدأت السلطات القضائية والأمنية في اتخاذ خطوات صارمة لمحاربة هذه الظاهرة، حيث تم اعتقال بعض الشخصيات المثيرة للجدل، مثل “ولد الشينوية”، الذي حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، إضافة إلى آخرين كإلياس المالكي وهيام ستار وغيرهم.
هذه الإجراءات جاءت بعد شكاوى متعددة من المواطنين، الذين أطلقوا حملات إلكترونية للإبلاغ عن الحسابات التي تروج لمحتويات تهدم منظومة القيم الإسلامية، وتسيء لصورة المغرب، وتساهم في تفكيك الأسر.
وقد أظهرت هذه التحركات تفاعلاً إيجابياً من المجتمع، الذي بدأ يستعيد وعيه بخطورة التفاهة وتأثيرها على منظومة القيم. ويتطلب الأمر الآن تعزيز الجهود المشتركة بين السلطات والمجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة، وحماية الأجيال القادمة من الانجرار خلف النماذج السطحية التي تهدد الهوية والثقافة.