نظمت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي حلقة نقاش بعنوان “حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي في خدمة الاستثمار” بالدار البيضاء، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين. جاء هذا اللقاء في إطار “أسبوع حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي واحترام الحياة الخاصة”، الذي تنظمه اللجنة من 27 إلى 31 يناير، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لخصوصية البيانات الذي يصادف 28 يناير، وبمناسبة مرور 15 سنة على تنفيذ القانون رقم 08-09. وفي كلمته، أكد رئيس اللجنة الوطنية، عمر السغروشني، على أهمية حماية المعطيات الشخصية وتبادل البيانات بشكل آمن، مشيرًا إلى أن “حماية المعطيات لا تمثل عائقًا أمام تنقل الاستثمارات، بل هي عملية أساسية لحماية الاستثمارات والمستثمرين”. وأوضح السغروشني أن حماية البيانات تعزز من تنافسية الاستثمارات، إذ تساهم في خلق بيئة استثمارية مواتية مليئة بالثقة.
وأضاف السغروشني أن حماية المعطيات تساعد في تسهيل تنقل الاستثمارات وتوفير مناخ أفضل للمستثمرين. وأشار إلى أن اللجنة الوطنية تتعاون مع الأطراف المعنية على المستوى الوطني لتطوير دورها، مؤكداً على أهمية التعاون مع المؤسسات الدولية في مجال حماية المعطيات، خاصة مع الاتحاد الأوروبي. من جانبه، أشار محسن بنعشير، الكاتب العام لفدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى وجود مبادرات مشتركة مع اللجنة لتحفيز الفاعلين الاقتصاديين على الانخراط في هذه العملية، عبر إجراءات تجريبية تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية حماية المعطيات الشخصية في تعزيز المناخ الاستثماري.
وفي إطار فعاليات “أسبوع حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي”، أكد محسن بنعشير، الكاتب العام لفدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن المغرب يعتبر وجهة سياحية متميزة بفضل مزايا عديدة، مثل الأمن، مشيرًا إلى أن تأمين التعامل مع المعطيات الشخصية للمقاولين الأجانب يعد أمرًا بالغ الأهمية، ويجب الالتزام بالقوانين التي تتوافق مع المعايير الدولية في هذا المجال.
ومن جانبه، أشار يوسف الشرايبي، رئيس الفدرالية المغربية لترحيل الخدمات، إلى الإمكانيات والمزايا التي يتمتع بها المغرب والتي يمكن أن تشجع الاستثمارات الأجنبية في قطاع ترحيل الخدمات. أبرز الشرايبي أن الموقع الجغرافي والقدرة التنافسية يشكلان محفزات قوية لهذا القطاع. كما أشاد بالشروع في تطبيق القانون 09-08، الذي يعزز حماية المعطيات الشخصية، خاصة في القطاع المالي.
أما في سياق محور “حماية المعطيات الشخصية كميزة تنافسية في السياق الدولي”، فقد أشار المتدخلون المختصون في القانون إلى أهمية معالجة وحماية المعطيات الشخصية، التي تعتبر مؤشرًا على الالتزام بالقيم المتعلقة بخصوصية الزبائن. كما دعوا إلى إرساء علامة تميز الشركات الملتزمة بحماية المعطيات عن باقي الشركات التي لم تعتمد هذه المبادئ بعد. وتستمر فعاليات هذا الأسبوع عبر سلسلة من الأنشطة التحسيسية في مختلف مناطق المملكة، والتي تناقش مواضيع متنوعة مثل “دور حماية المعطيات الشخصية في تعزيز القيم الدستورية”، “حماية المعطيات الشخصية في دعم الاستثمار”، و”المبادئ الأساسية لحماية المعطيات في القطاع الصحي”. كما سيتم تخصيص أحد الفعاليات الرئيسية للتوعية لدى الشباب من خلال منصة “كون على بال”، التي تهدف إلى رفع الوعي بمخاطر العالم الرقمي وآثاره على الحياة الخاصة للأطفال والشباب.