في ظل التهديدات المستمرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات، يشهد قطاع الطاقة مراقبة دقيقة من الخبراء المغاربة، الذين يتوقعون تأثيراً محتملاً على أسعار المحروقات في محطات الوقود الوطنية. هذه الرسوم، التي شملت مؤخرًا واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، قد تزيد من تقلبات أسعار النفط العالمية.
وفي هذا السياق شدد الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، على أن أي زيادة في الرسوم الجمركية ستنعكس بلا شك على أسعار السلع، بما في ذلك النفط والغاز. وأضاف اليماني في حديثه، أن هذه الإجراءات تساهم في تعميق التقلبات في أسواق الطاقة العالمية، خاصة في ظل العوامل الجيوسياسية مثل حرب أوكرانيا، التي تضاف إلى تأثيرات الطقس وسوق الطاقة المتقلب.
ويحذر الخبراء من أن التصعيد في التجارة العالمية، الذي يتضمن فرض الرسوم الجمركية، سيؤثر على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الدول المستوردة مثل المغرب، التي قد تتأثر من زيادة تكاليف الطاقة المستوردة.
وفي نفس السياق أشار اليماني إلى أن التأثير المحتمل للتهديدات الأمريكية بفرض الرسوم الجمركية على واردات النفط والغاز سيكون ملموسًا في المغرب، خصوصًا في ظل اعتماد البلاد الكبير على الاستيراد لسد حاجياتها من الطاقة. وقد أرجع ذلك إلى الفشل في تحقيق تقدم في التنقيب عن البترول، إضافة إلى تراجع صناعة تكرير البترول في المملكة.
ومن جانبه، استبعد محمد أمين بنونة، المتخصص في الشأن الطاقي والتحليل الاستراتيجي، حدوث تأثير فوري على الأسعار المحلية ما لم تستمر التهديدات الجمركية وارتفاع أسعار النفط والغاز على المدى الطويل أو المتوسط. وقال “رغم ضعف المخزون المحلي، إلا أن الأسعار لا تتأثر بتقلبات قصيرة الأمد، ولكن في حال استمرار الارتفاعات لفترة طويلة، فإن التأثير سيكون حتمياً”.
وأوضح بنونة أن العوامل الأساسية التي تحدد تأثير هذه الارتفاعات هي العرض والطلب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى دومًا للتوازن بين ارتفاع الأسعار لضمان عدم خسارة حصتها في الأسواق العالمية، وبين مواجهة الانخفاضات الكبيرة التي قد تؤثر سلبًا على حركة البيع. وفي تعليقه على سياسات الرئيس الأمريكي، أبدى بنونة استغرابه من “اللعبة الغامضة والغريبة” المتعلقة بالرسوم الجمركية، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية تظل غير مفهومة بشكل كامل.
