
وليد الركراكي: “الدارجة هي أساس تواصلي مع اللاعبين، و الغرور أكبر تحدي للمدربين في العصر الحديث”
منبر24- نسرين بكريم
كشف وليد الركراكي مدرب المنتخب الوطني، عن رؤيته حول إدارة العلاقة مع اللاعبين، إلى جانب خصوصية المنتخب المغربي و تعدد ثقافات لاعبيه، مشيرا إلى أن التعامل مع غرور النجوم، أصبح أحد أكبر التحديات في عالم التدريب الحديث.
و أكد الركراكي عبر مقابلته الإستثنائية مع مجلة onze mondiale الفرنسية، أن المدرب الجيد ليس فقط من يجيد وضع الخطط التكتيكية، بل من يعرف كيفية إدارة المجموعة والحفاظ على الإنسجام على المدى الطويل.وأوضح قائلا: “يمكنك السيطرة على المجموعة لمدة أسبوع أو حتى خلال بطولة، لكن الحفاظ على الإستقرار لموسم أو موسمين هو التحدي الحقيقي.”
وأضاف: “اللاعبين اليوم يشبهون الهواتف الذكية، ينتقلون بسرعة من مزاج إلى آخر، ومن مدرب إلى آخر، ومن أسلوب إلى آخر، في البداية، قد يحبون الانضباط، ثم يرفضونه مع مدرب جديد. يحتاجون أحيانا إلى مدرب صارم، ثم بعد فترة يبحثون عن مدرب أكثر ليونة”.
و أشار إلى أن المدربين اليوم، مطالبون بالتطور المستمر، مؤكدا على ضرورة التكيف السريع مع متغيرات الفريق، و سهولة الإنتقال من الصرامة إلى اللين، ومن التكتيك إلى الإدارة، مشددا على أن المدرب الذي يبقى في الماضي لن يستمر طويلا.
و عن خصوصية المنتخب المغربي، اعتبر الركراكي أنه المنتخب الأصعب في العالم من حيث الإدارة، نظرا لتعدد أصول لاعبيه، وقال: “لدينا مغاربة من فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا، إيطاليا، وحتى إنجلترا والنرويج، هذه الخلفيات المختلفة تشكل قوة كبيرة، لكنها أيضا تحد إداري يتطلب تكيفا مستمرا.”
وأوضح أنه يعتمد على اللغة الدارجة المغربية في محادثاته مع اللاعبين لتوحيدهم، بالرغم من إدراكه أن كل لاعب نشأ في بيئة ثقافية مختلفة، مضيفا: “أنا أدرب المغاربة أولا، وهذا ما أخبرهم به عندما ينضمون إلينا، أقدم كل محاضراتي أولا بالدارجة المغربية، حتى لو لم تكن مثالية لدي، حتى يكون لدينا أساس مشترك، بعد ذلك من خلال الترجمة أو وسائل أخرى، نوصل الرسائل”.
و تابع : “الإسباني ليس مثل الفرنسي، والفرنسي ليس مثل الهولندي، والإيطالي ليس مثل النرويجي، مهمتي هي جعلهم يدركون أن المغرب هو الأولوية، وأنهم هنا لتمثيل هذا الوطن بغض النظر عن مكان ولادتهم.”
ورغم كل التحديات، يرى الركراكي أن العامل المشترك بين جميع لاعبي المنتخب المغربي هو حب الوطن والارتباط بالعائلة والجذور، و ختم حديثه قائلا: “هذا ما يجعل تجربتي مع المنتخب رائعة، لأنني أعمل مع مجموعة متحدة رغم تنوعها، وهذا أمر استثنائي لأي مدرب.”