اعلان
اعلان
مقالات الرأي

تعميم المسار الدولي أم تعميم الفشل؟

اعلان

ذ .مصطفى البغدادي

بعد سنوات من تجريب المسار الدولي بالتعليم المغربي(Le Parcours BIOF)، أي تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، الرياضيات والعلوم الفيزيائية وعلوم الحياة والأرض، الشيء الذي نتجت عنه أقسام ” نموذجية” وأخرى كارثية كونها تضم أصحاب المعدلات والمستويات الضعيفة جدا.

اعلان

إن هذا التدبير الأحادي للوزارة الوصية أعاد للواجهة السؤال القديم-الجديد حول المساواة داخل أسوار المؤسسات التعليمية العمومية، الأمل الوحيد الذي تبقى أمام أبناء الفئات المتوسطة والهشة.

إن من أبجديات أي اصلاح تربوي، أن يأخذ بعين الاعتبار كل ما من شأنه أن يقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف العامة المسطرة مسبقا، إذ باختلال شرط من شروط البرنامج، يكون الفشل نتيجة حتمية لا مفر منها. عند طرح المسار الدولي، عملت الوزارة المعنية على برمجة دورات محتشمة ومعدودة على رأس الأصابع لأساتذة المواد العلمية قصد تأهيلهم لتنزيل الإصلاح الوزاري المنشود، الشيء الذي لم يسعف في تجويد العرض التربوي وظل الوضع في تراجع خطير تكريسا للفوارق بين تلاميذ المسار الدولي وتلاميذ الأقسام العادية، والوضع المتردي لتدريس المواد العلمية.

قبل أسابيع مضت، وفي بلاغ وزاري يقضي بتعميم المسار الدولي في كل من السنة الأولى من السلك الاعدادي والجذع المشترك بالثانوي التأهيلي، الأمر الذي لم تنهج فيه زارة التعليم مقاربة تشاركية ولم توسع فيه النقاش التربوي تقييما لتجربة BIOF ،الأمر الذي طرح ولايزال إشكالات عديدة على مستوى التنزيل. نفس البلاغ أغفل أو تناسى مسؤولية الوزارة في توفير وتكوين أساتذة الترجمة La traduction ، بل وسيزيد من معاناة جميع أساتذة المواد العلمية الذين سيجدون أنفسهم بداية الموسم الدراسي المقبل بين مطرقة القرارات الفوقية للوزارة وسندان مقررات وغياب تكوينات كفيلة بترميم ولو بعض يسير من الوضع المتردي.

اعلان

إن إجراءات بسيطة قد تحل ولو نسبيا معضلة التكوينات التي استعصت على جميع دواليب الوزارة كالاستفادة مثلا من كفاءات أساتذة اللغات الأجنبية العاملين بنفس المؤسسات وبرمجة محطات للتكوين أو تفريغ أساتذة لتدريس مادة الترجمة تداركا للخصاص في مثل هذه المواد وتجويدا للعرض التربوي.

إن الرؤية أصعب عندما ننظر من على برج عال، رؤية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقف على دقائق الأمور، الأمر الذي يستدعي نزولا إلى الميدان واستشارة من خبروا حجرات الدرس لسنوات عديدة وتوسيع النقاش أملا في غد ترى فيه منظومة التربية والتعليم ذلك التطور المنشود وتأسيسا لكفاءات الغد.

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى