اعلان
اعلان
مجتمع

شيماء بادي تكتب..الأم الحاقدة والأب الجامد

اعلان

 

قضيت ليلتي بأكملها دون أن يغمض لي جفن كعادتي حين يأرقني أمر أو يحزنني ، أو حين يغلق عليّ شرودي وتفكيري في شأن ما أفسد مزاجي و منافذ نومي ، كنت مكتئبا في الأصل لأمر تعكر صفو نفسي بسببه ، فما زاد صفو نفسي إلا تعكرا وقلبي إلا انفطارا حين صادفت مقطع فيديو تظهر فيه امرأة من اللذين قلوبهم قاسية كالحجارة أو أشد قسوة تعذب ابنتها التي لا أظنها تتجاوز الإثنا عشر سنة -حسب تقديري- بشوكة ساخنة تضعها على أنفها وتلطمها في وجهها بطريقة وحشية شاتمة إياها بألفاظ ينذى لها جبين المنحرفين في الشوارع والأزقة فيحجمون عن التلفظ بها أمام المارة فما بالك بأم في بيتها وبحضور زوجها وباقي أبنائها ، لا مبرر لفعلة الأم مهما كانت الاسباب ، ومما أثار إنتباهي ردت فعل زوجها وهو جالس لم يحرك ساكنا و كأنه جماد لا يملك أدنى عاطفة أو حب لإبنته هل هذا هو الرجل المغربي الذي يفرض سيطرته على منزله و يخاف على أسرته. لا ثم ألف لا. إذا هذا دليل عن أمرين اثنين :

اعلان

الأول وهو انعدام الشهامة فيه وقبلها الإنسانية التي أزالت ثوبها عليه ، وإلى هذا يرجع السبب في أنني من نظرتي إليه وهو جالس يتفرج بدا لي عاريا ، نعم عاريا! ، فقد فضّ عنه ما كان يستره من وشاح كل من الرجولة والشهامة والإنسانية والكثير من صفات الإنسان عموما والرجال على وجه الخصوص ، والثاني وهو صمته على زوجته الظالمة لابنتهما مهما كان سبب صمته الذي من المفترض أن ينال العقاب عليه، فكما قرأتُ قبل بضع ساعات في رواية نطفة لكاتبها أدهم شرقاوي ” أن الحياد في حرب المظلوم ضد الظالم ليس حيادا بل وقوفا مع الظالم وما هو إلى تأييدا مضمرا له بشكل من الأشكال”، لذا فيجب على القانون أن يأخذ مجراه وأن يضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه المساس بالطفولة وإلحاق الضرر بها ، فما كان التعذيب منحصرا في شقه الجسدي فقط ، بل كان أعمق وأخطر من ذلك وتجاوزه لما هو نفسي ، تخيل معي كيف ستستطيع تلك الفتاة الإندماج في المجتمع مستقبلا والتخلص من الخوف وقد طعنت وغدرت من أقرب الناس إليها ، ستكون المسكينة كومة من العقد النفسية. وما كانت الفعلة عقاب أم لابنتها بل محاولة محاكاة لواحد من أساليب التعذيب في أوروبا في القرون الوسطى إذ كان يطلق عليه شوكة الهراطقة .

ختاما أؤكد رفضي البات وتنديدي اللامشروط لمثل هذه السلوكات والممارسات المشينة والتي ليست لها أي صلة للتربية ولا مكان لها في أي مؤسسة اجتماعية فضلا عن الأسرة باعتبارها قناة من قنوات التربية والتنشئة الإجتماعية ، وأرجوا أن تنال الأطراف المتورطة الجزاء الذي تستحقه طبقا للقانون دون أي أذنى تساهل تحت أية ذريعة كانت…

اعلان
اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى