الرباط تحتضن أول منطقة صناعية للألعاب الإلكترونية في المغرب: خطوة استراتيجية لتحول رقمي واعد

منبر 24

كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، عن مشروع طموح لإنشاء أول منطقة صناعية مخصصة للألعاب الإلكترونية بالمغرب، ستقام بالعاصمة الرباط بميزانية تناهز 360 مليون درهم، ضمن رؤية وطنية تهدف إلى جعل المملكة لاعباً أساسياً في هذه الصناعة الرقمية المتنامية.

وسيمتد هذا المشروع الرائد على مساحة خمسة هكتارات، وسيتخذ شكل ثلاثة أبراج تضم مرافق متطورة موجهة حصريًا لمطوري ومصنعي ألعاب الفيديو. وقد تم توقيع اتفاقية شراكة لإنجازه بين وزارة الشباب وعدد من الجهات الحكومية والجهوية، منها وزارة الاقتصاد والمالية وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، في إطار تعاون مؤسساتي لدعم الصناعات الثقافية الرقمية.

وأكد بنسعيد أن هذه المبادرة لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل أيضًا تأهيل الرأسمال البشري، حيث يُنتظر أن تخلق المنطقة الصناعية حوالي 5000 فرصة شغل، منها 3300 منصب مباشر، في قطاع بلغت معاملاته بالمغرب 129 مليون دولار، ما يمثل نسبة 60.07% من السوق العالمية.

وفي سياق توسيع هذه الدينامية، أشار الوزير إلى نية تعميم التجربة على جهات أخرى من المملكة، وفق خصوصيات كل منطقة، لبناء منظومة وطنية متكاملة لصناعة الألعاب الإلكترونية. كما تم توقيع شراكة مع الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية لتجهيز 100 دار شباب بمعدات حديثة، بهدف اكتشاف وتنمية المواهب الشابة، وقد تم بالفعل تجهيز مراكز في مدينتي طانطان وبركان.

وعلى الصعيد الدولي، أبرز بنسعيد اللقاء الذي جمعه بمدير عام شركة كورية رائدة في هذا القطاع، وزيارة وفد وزاري إلى كوريا الجنوبية أواخر 2023 لحضور معرض عالمي والتباحث مع 18 شركة دولية حول فرص التعاون والاستثمار، ما يعكس الانفتاح المغربي على الشراكات الاستراتيجية مع الفاعلين العالميين.

ولتعزيز هذا التوجه، تم إدراج تصميم وتطوير ألعاب الفيديو ضمن تخصصات المعهد الوطني للفنون الجميلة، حيث يُقدم التكوين حالياً في مستويات الإجازة والماستر، على أن يتم قريباً فتح سلك الدكتوراه. ويشمل التكوين مجالات دقيقة مثل برمجة الألعاب، تصميم الشخصيات، والمفهوم البصري، في استجابة لحاجة سوق الشغل الرقمي.

بهذا المشروع، تؤكد الرباط مكانتها كعاصمة إفريقية للألعاب الإلكترونية، في خطوة استراتيجية تروم إدماج الشباب المغربي في الاقتصاد الرقمي العالمي، وتحويل الترفيه إلى رافعة للتنمية والتشغيل والابتكار.