اعلان
اعلان
مقالات الرأي

اليوتيوب المغربي….بين حرية الإبداع و بين التمادي في التفاهة !!!

اعلان

إن السؤال الذي يبقى مطروح، هل محتوى اليوتيوب المغربي أو المحتوى الرقمي بصفة عامة يمثلنا بالفعل كشعب مغربي أم العكس !!!.

فحسب الإحصائيات التي أجريت بخصوص نسبة المتابعة على مواقع التواصل الإجتماعي تبين أن هناك أزيد من 17 مليون متابع وناشط مغربي على المواقع السالفة الذكر ؛ و أزيد من 16 مليون شخص مغربي حاملي للهواتف الذكية، هاته الوسائل و التقنيات ربما فسحت المجال أمام حرية الإبداع التي لم تكن متاحة على قنوات التلفزة المغربية التقليدية و الكلاسيكية، لكن هذه الحرية هل تم استغلالها بشكل إيجابي و يعود بالفائدة على مختلف أفراد المجتمع ، أم تم إستغلالها فقط من أجل الترويج لمحتويات تافهة، مبتذلة و رخيصة و لاتحمل أي فائدة أو أي قيمة مضافة.

اعلان

لكن دعونا لا نعمم و نقول أن محتوى الشبكات الإجتماعية المغربية تافه على وجه العموم، إذ هناك وجود و لو كان يعد على رؤوس الأصابع لقنوات هادفة تروج لأفكار نظيفة و تحفز على خلق التغيير سواء فكريا أو عمليا، لكن للأسف هذا النوع من المحتويات لا يلقي إقبالا من طرف المشاهد المغربي و لا يذوق طعم النجاح الذي يكون من نصيب المحتويات الرديئة، و هذه الظاهرة لا تنطبق فقط على المجتمع المغربي بل في كل مجتمعات العالم ( فرنسا، أميريكا، و العالم العربي طبعا حدث و لا حرج…) خصوصا و أن جل الفيديوهات ونوع الأشرطة التي تعرض على مختلف القنوات تكون نسخة طبق الأصل مع اختلاف في الشخصيات و الوجوه فقط، أما المضمون فهو واحد و مستنسخ بين الجميع و هنا تسود ثقافة التقليد الأعمى، و إن صح القول تسود ثقافة القطيع…

بل الأدهى من ذلك أن طبيعة المحتوى الذي يبث غالبا ما يكون إستعراضا لحياة خاصة و روتينات يومية تافهة، و هذه تعد إحدى الطرق و الأساليب التي لجأ إليها معظم الناشطات المغربيات على موقع ” يوتيوب” و هي أساليب من المعروف أنها لا تمت لا للأخلاق و لا للشرع و الدين بأي صلة، طمعا و لهفة منهن و جعل همهن الوحيد هو إرتفاع نسبة المشاهدات و تضخيم رصيدهن البنكي و لو كان الثمن المتاجرة بأجسادهن و صمعتهن و صمعة عائلاتهن.

بالإضافة إلى تأجج محتويات أخرى أقل رخصا و التي ترتكز على إقتحام حميمية البيوت المغربية و الظهور بملابس شفافة أثناء تنظيف المنازل، فالأمر بالفعل أشبه بممارسات إباحية رخيصة، لا روتينات تحفيزية كما يطلق عليها البعض، فأين التحفيز في ذلك بربكم !!! هل التحفيز على تنظيف المنازل و غسل الملابس و على الطبخ و النفخ يسمى تحفيزا من الأصل !!! أم هناك تحفيز من نوع آخر، أقصد التحفيز على العري و إظهار المفاتن الرخيصة وجلب الأنظار الأقل رخصا فقط من أجل إرضاء الشهوات و الغرائز المكبوتة….لكن دعوني أعترف أن المسؤولية لا تقع فقط على صانعي هاته الڤيديوهات و المحتويات الذليلة بل إن المسؤولية الكبرى تقع على المشاهد المغربي و الذي أعتقد أنه يعاني من إزدواجية جد خطيرة في شخصيته بل و تزداد خطورة مع مرور الوقت، فكيف لهذا المشاهد الذي نجده في أغلب الأحيان ينتقد المحتويات المقدمة و المعروضة على مختلف القنوات و يضرب بعرض الحائط اليوتيوب المغربي بصالحه و طالحه ، أن يكون في الوقت ذاته من المتابعين الأوفياء لهذه القنوات و اول المشتركين فيها و بمجرد ما يصله إشعار أحد الفيديوهات يكون أول من يكبس على الزر للمشاهدة بل و ربما يشاهد الفيديو من أوله إلى آخره دون ملل أو كلل، و يكون حريصا على متابعة أدق التفاصيل و يساهم في الرفع من نسب المشاهدات بل و قد يقوم بمشاركته مع الآخرين…و هكذا دواليك.

اعلان

فكيف بالإمكان مع كل هذه الممارسات الشاذة سواء من طرف العارض او المعروض عليه، أن نتحدث عن تنظيف و تطهير المحتوى الرقمي في المغرب و كيف يمكن أن نتحدث عن وضع حد لهذه التفاهة المنتشرة و الرقي بهذا المحتوى الذي لا يعبر عن ثقافتنا على الإطلاق…إن كان لابد من التطهير و التنظيف فأول من يجب أن يخضع لهذه العملية هي عقول أفراد مجتمعنا بنسائه و رجاله ، و إن كان يجب أن يوضع حد لشيئ ما، فيجب أن يوضع حد للأفكار المنحطة التي تسود و تعشش داخلنا و نستمر في إدعاء العكس و لا نود الإعتراف بذلك و نفضل العيش في ظل حياتين لا حياة واحدة ( حياة العلن و حياة الخفاء ) .

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى