رغم توالي سنوات سنة بعد سنة و لا يزال مسلسل النقل العمومي ببنسليمان مجموعة من المشاكل على رأسها وجود حافلات شركة *ن.م* التي أصبح يطلق عليها سكان مدينة بنسليمان حافلات الموت أو بمعنى أخر * حافلات كلوريكس* التي لا يتعدى طول الحافلة6 أمتار و التي تنقل 50 مواطن أو أكثر حيث أنها تتوفر على جودة قليلة و ضعيفة التجهيز و كثيرة الأعطاب و حواذث السير التي تتسبب بها بالإضافة إلى عدم كفاية وسائل النقل العمومي بشكل عام الأمر الذي يتسبب في انتشار النقل السري غير المهيكل .
و تعرف حافلات النقل الحضري نقصا كبيرا في الخطين الرابيطين بين بنسليمان و بوزنقة و بنسليمان و المحمدية و تفتقر للتوزيع العادل الذي يراعي بالدرجة الأولى حجم الساكنة في كل منطقة حيث لا يتوفر بعضها سوى على عشر حافلات تجوب بين المدينتين مما يثير استياء المواطنين بسبب الانتظار الطويل في محطاتها و الاكتظاظ الكبير في عدد الركاب رغم كوننا في مرحلة تستوجب التباعد الجسدي بالإضافة إلى الخروقات غير القانونية التي تقوم بها هذه الحافلات حيث تعمد إلى تجاوز أكثر من نقطة توقف و يجد المواطنون ووخاصتا الطلبة أنفسهم في معاناة روتينية خاصة في أوقات الذروة مع مشكل النقل الذي بات يؤرق بالهم و يتسبب في وصولهم متأخرين إلى مقرات عملهم و مؤسسات تعليمهم .
و يبدو جليا حجم المعاناة التي يواجهها سكان المدينة و هم ينتظرون على شكل مجموعات كبيرة تتسابق و تتدافع لركوب حافلات النقل الحضري القليلة التي تتجاوز الحد الأقصى المسموح به من الركاب وما يشكله ذلك من أخطار تهدد سلامة المواطنين الذين أصبح عدد كبير منهم يعتزل التنقل عبر الحافلات مكرها بسبب المشاكل التي تشوبها.
و ترتبط أزمة النقل العمومي ببسليمان عدة عوامل أبرزها ارتفاع عدد السكان الذي ولد احتياجات أكبر لوسائل النقل و يظهر هذا العامل في الازدحام الكبير و الاختناقات المرورية التي تعرفها جل محاور العاصمة الاقتصادية بسبب انخفاض عدد الحافلات. أضف إلى ذلك النمو الاقتصادي الذي لم يوازيه توفر البنيات التحتية الضرورية بالإضافة إلى الحالة المتدهورة للشبكة الطرقية في الأحياء الهامشية .
وتأمل الساكنة السليمانية من المسؤولين على هذا القطاع إيجاد حلول نهائية للمشاكل التي تشهدها حافلات النقل العمومي ر من أجل تحسين واقعها و وضع قطيعة مع هذا الوضع الذي تفاقم كثيرا في السنوات الأخيرة و بات يؤرق بال المواطن سليماني .